أوقع قصف إسرائيلي اليوم السبت مزيدا من الشهداء والجرحى بمدينة رفح المنكوبة جنوبي قطاع غزة بعدما أدى إلى استشهاد أكثر من مائة فلسطيني في ما يشبه إبادة جماعية للسكان. كما تواصَل العدوان على مناطق أخرى بالقطاع, وسط تقارير عن توسيع نطاق التوغل البري.
وقالت مراسلة الجزيرة هبة عكيلة إن من بين الفلسطينيين الذين استشهدوا اليوم برفح سبعة من عائلة "أبو سلمان" إثر غارة على حي تل السلطان, وسبعة أيضا من عائلة "الشاعر". كما شمل القتل الجماعي للمدنيين في رفح عائلة زعرب.
وأضافت أن 23 استشهدوا بالقصف الجوي والمدفعي للحي السعودي. واستشهد عشرات آخرون أمس بأحياء أخرى بينها الشبورة, بالإضافة إلى ثلاثة مسعفين استهدفتهم قوات الاحتلال بينما كانوا في طريقهم لإجلاء مصابين.
وتتعرض رفح منذ صباح أمس لقصف جوي ومدفعي مكثف تسبب في استشهاد أكثر من مائة شخص بينهم عدد كبير من الأطفال والنساء, وتدمير كبير في البنية التحتية.
وبدأ القصف العشوائي إثر عملية لكتائب عز الدين القسام -الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)- شرقي رفح قتل فيها جنديان إسرائيليان, وفُقد ثالث برتبة ضابط.
إبادة برفح
وكان مراسل الجزيرة تامر المسحال قد قال إن 170 شخصا استشهدوا أمس منهم 110 في رفح وحدها, وهو ما رفع حصيلة العدوان المستمر منذ الثامن من يوليو/تموز الماضي إلى نحو 1650 شهيدا وما يقرب من تسعة آلاف جريح.
وبسبب القصف الإسرائيلي, تم إخلاء مستشفى "أبو يوسف النجار" شرقي رفح من الأطباء والممرضين والمصابين إلى المستشفى الكويتي.
ودعت وزارة الصحة الفلسطينية إلى المساعدة لإقامة مستشفى ميداني برفح، في ظل عجز المشافي الموجودة هناك عن علاج الجرحى.
وتفاقم الوضع في ظل عجز المستشفيات عن إسعاف الجرحى الذين يتعذر -في الغالب- نقلهم إلى مصر بسبب الإغلاق المستمر لمعبر رفح البري بين القطاع ومصر.
وأظهرت صور دمارا كبيرا للمنازل والمرافق التجارية بالمدينة المتاخمة للحدود مع مصر, في حين يقول سكان إن جثامين بعض الشهداء لا تزال تحت الأنقاض.
وقال مراسل الجزيرة في رام الله وليد العمري إن قوات الاحتلال الإسرائيلي عملت الليلة الماضية على عزل مدينة رفح عن وسط قطاع غزة.
وأضاف أن عملية العزل هذه ربما تندرج ضمن خطة إسرائيلية للتوغل في عمق القطاع لتقسيمه إلى مناطق, مشيرا إلى أن ذلك قد يكون ضمن خطة أشمل بدأ يتحدث عنها الإسرائيليون, وتهدف إلى ما يسمى "تقويض حكم" حركة حماس في غزة.
وفي الساعات الأولى من صباح اليوم, شن الطيران الإسرائيلي غارات على مناطق أخرى بقطاع غزة. وقد استُشهد خمسة من عائلة واحدة بينهم ثلاثة أطفال إثر قصف منزل في حي الصبرة بمدينة غزة.
كما استهدف القصف منازل في خان يونس وفي بلدتي الزنة وعبسان شرقي المدينة, وأهدافا مختلفة بمدينة غزة بينها الجامعة الإسلامية, وفي مخيم النصيرات بوسط القطاع, وفي جباليا وبيت حانون شماليه. وارتفع عدد شهداء اليوم -بمن فيهم شهداء رفح- إلى خمسين وفقا لوزارة الصحة.