رأى الميجور جنرال جيورا ايلاند، الرئيس السابق لمجلس الأمن القومى الإسرائيلى، أن محاربة دولة عدو من جانب وإمداد مدنيى هذه الدولة بالطعام والطاقة من جانب آخر مسرحية "عبثية"، وقال إن مصطلح "المدنيون الأبرياء" غير مدرج فى قاموسنا.
وذكر ايلاند - فى مقال له نشرته صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية وبثته على موقعها الإلكترونى اليوم الأربعاء - " إنه بغض النظر عن كيفية انتهاء عملية الجرف الصامد فلم تثمر العملية عن درس واضح، إلا أن الأمر لا يتعلق بقضية الأنفاق ولكن بسؤال أكثر إستراتيجية وهو لماذا يتعين على إسرائيل الوقوع فى نفس الفخ المرة تلو الأخرى ".
وأضاف ايلاند أن القصة التى نتحدث عنها مماثلة لتلك التى حدثت فى لبنان عام 2006، ففى هذه القصة نحن نحارب حركة المقاومة الإسلامية حماس ، التى تقوم بتحركاتها من داخل المناطق المدنية التى ليست عدوا لنا؛ إلا أننا أثناء القتال نشعر بالتزامنا بتزويد سكان غزة بالغذاء والوقود والكهرباء.
ويشير ايلاند إلى أن هذه الإستراتيجية خاطئة لأننا لن نستطيع أن نرغم منظمة مسلحة لو توافرت هذه النقاط الثلاث إذا كنا نحن وهم على جانبى الحدود والمنظمة تتمتع بالحماية الكاملة من الدولة وأن الدولة أو مواطنيها ليسوا فى الجانب المسئول، وأن من لا يستوعب هذه النقاط فإنه يدخل فى حرب يعلم فيها أنه ليس بمقدوره تحقيق الانتصار.
وتابع ايلاند قائلا "على الرغم من التقدم العسكرى لإسرائيل فإننا أصبحنا فى نوع من "التعادل الاستراتيجى"
وما كان ينبغى فعله هو إعلان الحرب على دولة غزة وليس ضد منظمة حماس .
وفى بداية الحرب من الطبيعى أن تغلق المعابر، ويمنع دخول أى بضائع، بما فى ذلك الغذاء، وبالتأكيد تمنع إمدادات الغاز والكهرباء، ففى الحرب بين دولتين يخول لكل من الجانبين استخدام قدرته للضغط على الجانب الآخر، وحقيقة أن محاربة دولة عدو من جانب وإمداد مدنيى هذه الدولة بالطعام والطاقة من جانب آخر هو مسرحية "عبثية" فهذا الكرم يقوى من قدرات العدو فى غزة.
ويتبادر إلى الذهن سؤالان: الأول: لماذا يجب أن يعانى أهل غزة؟ والجواب : لأنهم هم من يلامون على هذا الموقف كما هوالحال مع المواطنين الألمان الذين تحملوا اللوم بسبب انتخابهم هتلر زعيما لهم ولذا تكبدوا ثمنا باهظا ومستحقا. وإن حماس ليست منظمة إرهابية جاءت من مكان بعيد واحتلت غزة ولكنها الممثل الحقيقى للسكان فقد تقلدت السلطة بعد انتخابات ديمقراطية وأنشأت قدرة عسكرية مثيرة للإعجاب بدعم من السكان. وظلت قاعدة قوتها مستقرة على الرغم من المعاناة.
وختم ايلاند مقاله بالقول إن السؤال الثانى يدور حول الشرعية الدولية..وهو : هل إسرائيل مستعدة للوصول إلى هدنة فى أى وقت. خاصة وأن معاناه الغزاويين لم تكن نتيجة الضغط الإسرائيلى بل كانت نتيجة دعم حكومتهم المنتخبة للكفاح المسلح.